الاسهم

محللون: «الفائدة» المؤثر الأكبر في تذبذب أسعار صرف العملات العالمية

قال لـ”الاقتصادية” محللون، إن العملات العالمية شهدت تذبذبا في أسعار الصرف خلال العام الجاري تحت تأثير عوامل خارجية وداخلية، إذ تمكن عدد من العملات من استعادة بريقها، وأخرى تحاول الخروج من أزمتها.
وأكد عبدالله الصيرفي المختص في العملات، أن العملات العالمية تشهد يوميا تغيرا في أسعار الصرف مقابل العملات الرئيسة، معتبرا أسعار الفائدة من أهم العوامل المؤثرة في سعر وقيمة العملات، إضافة إلى حركة رؤوس الأموال التي تقيس قيمة العملة، حيث تجذب أسعار الفائدة المرتفعة رؤوس الأموال الأجنبية، وهناك عوامل جيوسياسية داخلية وخارجية، إضافة إلى مستويات الأسعار النسبية التي كلما انخفضت ارتفع الطلب على السلع والخدمات.
وأشار إلى أن سعر الصرف المرن والاستقرار السياسي والاقتصادي تعد عوامل قوية في تماسك سعر الصرف، مبينا أن عديدا من العملات العالمية انهارت في العامين الماضيين، مثل العملة السورية والليبية والعراقية، بسبب العوامل السياسية والأوضاع الاقتصادية، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض حركة الاستيراد والتصدير.
وأوضح أن أقوى العملات وأكثرها طلبا، الدولار الأمريكي، واليورو، والجنيه الاسترليني، والين الياباني، مؤكدا أن الاسترليني من العملات القوية، لكن قيمته تنخفض أحيانا، حيث يعيش في حالة من التذبذب بسبب تأثره بالعرض والطلب في أسواق الصرف الأجنبية، فضلا عن محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال “عانى عديد من العملات العالمية خلال العامين الماضيين اضطرابا في أسعار الصرف، ومنها ما استمر تحت الضغط، ومنها من تمكن من الخروج من النفق وتحسين سعر الصرف تدريجيا وأخرى عجزت دون بوادر عودة لسعر الصرف”.
وذكر أن أكثر العملات استقرارا في العالم الدينار الكويتي، حيث يساوي أكثر من ثلاثة دولارات ويعتبر من أعلى العملات قيمة في العالم وذلك يرجع لثبات قيمته من حيث العرض والطلب، مبينا أن الدينار البحريني أيضا من العملات التي تتمتع بثبات سعر صرفه وأيضا الريال العماني، والدينار الأردني إذ يعد عملة ثابتة مرتبطة رسميا بصندوق النقد الدولي. وذكر أن من العوامل السلبية التي أثرت في العملات تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ودخول اليوان سلة العملات النقدية والاضطرابات السياسية، إضافة إلى نشوب حرب عملات بين أمريكا والصين، واضطراب الأسواق.
بدوره، قال خالد العمودي محلل مالي، إن عديدا من العملات الآسيوية تمكنت من استعادة مكانتها ورفعت أسعار الصرف كالروبية الهندية والروبية الإندونيسية، بعد أن تراجع سعر صرفها كثيرا، حيث شهدت اضطرابات عديدة امتدت لأكثر من عام وصلت إلى أدنى مستوى موضحا أن اليورو تمكن من العودة إلى سعر الصرف المأمول، كما انخفض البيزو الفلبيني إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عشرة أعوام.
وأضاف، “لحق بالعملات المضطربة أخيرا الريال الإيراني والليرة التركية، وهناك أيضا عملات في أمريكا الجنوبية وإفريقيا عانت الانخفاض، منها عملة البيزو الأرجنتينية التي انخفضت كثيرا أمام الدولار الأمريكي، ما دفع البنك المركزي إلى تغيير استراتيجيته لحماية العملة، ورفع سعر الفائدة لمحاربة التضخم”.
وأشار إلى أن اليورو جذب المستثمرين للعمل بتدبيل العملات والاستفادة من تغير أسعار الصرف بعد أن سجل انخفاضا كبيرا، مرجعا ارتفاع اليورو إلى ارتفاع المبيعات، وزيادة الطلب العالمي على العملة، إلى جانب نمو صادرات الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن المستثمرين في العملات يراقبون حركة العملة ليستشفوا اتجاه الأسعار مستقبليا، مشيرا إلى أن اليورو حاليا من أكثر العملات تبديلا، حيث يقفز حجم الشراء للعملة في مواسم الصيف.
من جانبه، قال حاتم الطلوب مختص في العملات، إن تراجع مؤشر القوة الشرائية متوقع في أوقات انخفاض قيمة العملات، فمثلا سعر الجنيه السوداني الذي عانى انخفاض قوته الشرائية، تراجع سعر صرفه في وقت يعاني فيه الاقتصاد السوداني شح العملات الأجنبية.
وأضاف “هوت الليرة التركية والريال الإيراني، بسبب الأزمة الاقتصادية في البلدين ما يرفع مخاطر التضخم، واتساع العجز في الحساب الجاري والتجاري”، موضحا أن التعافي الاقتصادي الإيجابي لأي دولة يسهم في رفع سعر صرف عملتها.
وأكد وجود جاذبية للعملات المنخفضة التي تكمن في جذب للأصول المحلية والسندات، لافتا إلى أن هناك خبراء يفضلون خفض الفائدة بعد تحديد مستوى جديد للتضخم، للإسهام في إصلاح سعر صرف العملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock