منوع

طرح “أرامكو” .. ما الذي يمكن أن يدفعه العالم لأكبر عملية

لازالت الخطة التي أعلنها ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي أطلق عليها “رؤية السعودية 2030″، تشغل الخبراء والمحلليين الاقتصاديين، ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، على حد السواء.

ويتساءل الكاتب “هاميش ماكراي” في مقال حديث بصحيفة (الإندبندنت) البريطانية “ما الذي يعنيه طرح شركة النفط السعودية “أرامكو” التي تعادل قيمتها خمسة أضعاف قيمة شركة “آبل” بالنسبة للشرق الأوسط؟ وصناعة الطاقة؟ والعالم؟

ويشير الكاتب البريطاني الى أن شركة أرامكو التي تعتبر أكبر شركة نفط عالمية، يجري الإعداد حاليا، لطرح أسهمها في إكتتاب عام، فالشركة المملوكة حاليا بالكامل للحكومة السعودية، يمكن لأي شخص في العالم أن يكون قادرا على شراء حصة بها، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها.

ويقول ماكراي أن شركة أرامكو تضخ 12% من إمدادات النفط في العالم، وتقدر قيمتها بخمسة أضعاف قيمة شركة النفط الأمريكية متعددة الجنسيات “إكسون موبيل”، وتجلس على أكبر إحتياطي للنفط في العالم، مرجحا أنها ستصبح أكبر الشركات قيمة في العالم، سيما وأن المحللين يرون أنها تعادل خمسة أضعاف قيمة شركة “آبل”، ويري ماكراي أنه حتي في حال طرح 5% فقط من حصة أرامكو، فإن القيمة ستمثل أكبر عملية خصخصة شهدها العالم حتى الآن.

ويري الكاتب البريطاني أن تأثير خصخصة شركة النفط  السعودية قد ينطوي على ثلاثة سيناريوهات، من بينها حاجة السعودية للحد من اعتمادها على النفط، واستخدام ثروتها النفطية في تنويع الاقتصاد، ثانيها تأثير ذلك على التمويل العالمي، ثالثا الآثار التي تترتب على الاقتصاد والتي تؤثر بدورها على منظقة الشرق الأوسط بشكل عام.

ويشير الكاتب الى أن السعودية مصابة بالـ” المرض الهولندي “، وهي ظاهرة ازدهار التنمية الاقتصادية بسبب الموارد الطبيعية وانخفاض قطاع الصناعات التحويلية، الأمر الذي تعمل حاليا السعودية على معالجته من خلال الخطة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف الى جمع المال من خلال طرح جزء من أسهم أرامكو، وتحويله الى أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، واستثمار هذه الأموال محليا وخارجيا.

ويري الكاتب أن تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي يندرج تحت بندين أولهما عملية البيع نفسها، وثانيها بناء صندوق الثروة السيادي، وفيما يتعلق بعملية البيع، فإنها ستمثل إختبار لمدى رغبة المستثمرين لوضع أموالهم في صناعة ناضجة، سيما وأن هنالك جدل واسع بشأن التحول العالمي السريع عن الوقود الأحفوري، على الرغم من أن النفط والغاز يعتبران أقل خطرا من الفحم – وفقا للكاتب. مشيرا الى أن هنالك العامل السياسي والذي يعتبر أعلى مخاطر من المخاطر البيئية.

ولفت الكاتب الى أن السعودية لديها طاقة كبيرة بالفعل كمستثمر، واذا سارت الأمور وفقا لما هو مخطط له فإن طاقتها الأستثمارية ستصبح أكبر من ذلك بكثير، مشيرا الى أنهم اعتادوا على الاستثمارات الأجنبية والسعودية في بريطانيا خاصة في مجال العقارات.

ويري الكاتب أن بيع السعودية لأسهم “ارامكو” سيكون له تأثيره على دول المنطقة والجوار، خاصة اذا حذت بعض الدول حذوها في تخصيص جزء من شركات النفط الوطنية، لأن ذلك سيعني مزيد من التدقيق في نشاطاتها، كذلك فإن بيع الأسهم للمستثمرين العالميين يجعلك ملزما بمعايير المحاسبة العالمية والقوانيين الدولية. واعتبر الكاتب أن ما سيحدث لـ “أرامكو” سوف يصبح قوة تحديث للمنطقة، وهي إيجابية بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock