اقتراحات بتوعية موظفي بنوك بالمسؤولية الاجتماعية
كشفت دراسة تناولت تأثير المسؤولية الاجتماعية للشركات على البنك الأهلي التجاري في السعودية، عن وعي منخفض للموظفين في البنك بهذه المسؤولية الاجتماعية، مبينة أن فكرتها ليست مفهومة لهم بالشكل المطلوب، حتى إن أحد المساهمين في البحث اقترح زيادة وعيهم عن طريق إعطائهم دورا مناسبا في هذه الأنشطة. ولفتت الدراسة إلى أن جميع المشاركين اتفقوا على أن أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات في البنك الأهلي ذات تأثير إيجابي على أعمال الشركة التجارية، وأقروا بأن الغاية الرئيسية لقيام البنك بهذه الأنشطة هي غاية استثمارية. كما أشارت إلى أن معظم المشاركين رأوا ألا تأثير لهذه الأنشطة على ولاء الموظفين، حيث قال أحدهم “لا يستفيد الموظفون من البنك ولا يستفيد البنك من الموظفين كذلك، كل ما في الأمر أن الموظف يقوم بما يُطلب منه”، معتقدين أن هذه الأنشطة تُعّزز من مكانة البنك، وعلّق أحدهم “إنها كنوع من الدعاية للبنك التي بدورها ستزيد من ثقة الفرد والمجتمع بهم، وهذا الأمر بالتأكيد سيزيد من أرباحهم”. ورأى أغلبية المشاركين أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات لا بد أن يتوافق مع المبادئ الإسلامية، وعلّق أحدهم “المملكة دولة إسلامية، لذلك هي تتبع الإسلام حتى تساعد الآخرين، لذلك فهم لا يفكرون بالربح المادي فقط”. وخلصت الدراسة بناء على كل ما فات إلى أن المسؤولية الاجتماعية للشركات هي أمر سياقي، يختلف من سياق لآخر، ليس فقط من ناحية الشركة نفسها، بل من الناحية الوطنية كذلك، وأن المسؤولية الاجتماعية ليست مفهوما جديدا في السعودية، وإنما عنصر إسلامي مهم.
بحث نوعي يعتمد الاستبيان
تمت الدراسة بطريقة البحث النوعي، حيث تم توزيع الاستبيان على عينة من مديري بعض فروع البنك الأهلي التجاري تم اختيارهم بشكل عشوائي من مدينتي مكة وجدة. وركز الاستبيان على محاور عدة، ومنها وعي الموظفين بالمسؤولية الاجتماعية للشركات في البنك، وأنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات كنوع من استثمار، ودعم الحكومة والإعلام، وولاء الموظفين للبنك، ومكانة وربح البنك، ومنظور الإسلام للمسؤولية الاجتماعية.
تطور المفاهيم
أدى ظهور العولمة إلى استيعاب أنه إذا أردت أي منظمة أن تكون قادرة على المنافسة في ظل تزايد عدد المنافسين حولها، فعليها أن تُعرّف بممارسات أعمالها ونشاطاتها بشكل واضح، بحيث تُرّكز على ما يهتم به المستهلكون في الأسواق. وتطور المفهوم الحديث للمسؤولية الاجتماعية للشركات بحيث أصبح شاملا لعدد من الجوانب سواء الاجتماعية أو الثقافية أو القانونية أو البيئية.
والمسؤولية الاجتماعية كما عرّفها بوين تُشير إلى “التزامات رجال الأعمال في متابعة سياساتهم واتخاذ قراراتهم واتباع خطوات العمل المتوافقة مع أهداف وقيّم المجتمع”. وبدأ هذا المفهوم بالتغيّر ليُصبح عبارة عن توظيف أنشطة الشركة كمحاولة ضخمة في دعم التطور الاقتصادي والاجتماعي. وعلى مستوى المملكة، فإن المسؤولية الاجتماعية مثلها مثل أغلب شؤون الحياة تكون مبنية على المبادئ الإسلامية، وذُكر كثيرا في القرآن عن السلوكيات الاقتصادية والاجتماعية، ومن المفاهيم المتأصلة والمعروفة في المملكة الصدقة والزكاة والأعمال الخيرية.